ناقور-بانک مقالات
دانلود مقاله عربی التناص فی اثر الفراشة محمود درویش
مؤلف: سهیر صالح علی أبو جلود
المؤلف: سهیر صالح علی أبو جلود
الخلاصة تكمن اهمیة التناص فی اعتباره سیاقا ً ادبیاً خلاقا ً تلغى فیه الحدود بین الماضی والحاضر فی سبیل تجدید الادب وتطویره ، فهو ضرورة لربط العمل الادبی بالحیاة عبرالاستعانة بالنصوص الاخرى الحیة سواء انتمت لعمل ادبی أو تاریخی أو اسطوری أو دینی، فالتناص یجعل النص الجدید الذی یستعین به نصاً مألوفاً وثریا ً باستجلابه عوالم اخرى الى عالمه ، لتصویرعناصره التكوینیة فی صلة ذات دلالات جدیدة ، فیكون اغناء النص بنصوص اخرى هو قراءة جدیدة لهذه النصوص لاسیما إذا أصابتها تحولات دلالیة نتیجة وجودها فی أرض جدیدة .
ومن خلال العلاقة الجدلیة بین النصوص فلیس هناك نص مغلق على نفسه مستقل عن غیره ، والثقافة فی جوهرها اتصال ، هناك إذن نص مفتوح ، والتناص بهذا المعنى لایعد استرجاعاً للمخزون الثقافی فحسب ، أو استعادة للذاكرة الثقافیة ، أو تداخلاً للنصوص فی العمل الادبی من دون فلسفة أو هدف (1) . وبما انه لا أبداع من العدم ، فأن الشاعر اصبح یعترف بما قد نسمیه تناصاً أو تأثراً ، وهی الكلمة التی نفضلها باعتبار ان التأثر قائم بوصفه ظاهرة تاریخیة ترافق ابداعات الانسان بشكل وثیق ، وبوصفه ظاهرة كونیة ، فما فی الذات مسكون بحضور الاخر بشكل ما ، وحقیقة الابداع لاتكمن فی النهل من معین آخر ، بل فی انتاجیة النص ، ای فی مدى قدرة المبدع على عمل تحویل أو إعادة انتاج للعناصر التی یقوم بامتصاصها ووضعها فی نسق جدید من المعنى یكون خاصاً بالشاعر كصوت ممیز ومتفرد ، بحیث تبدو وكأنها تفقد صلتها الدلالیة بالمصدر الذی جاءت منه ، وتعود لتشكل اصلا ً جدیداً ودلالة جدیدة .